
للأسف الشديد، عندما أصدرت دار الإفتاء في حق زوجة الابن بعدم مساعدة أهل بيت الزوج، كانت بمثابة “كرسي في الكلوب”.
أصبح معظم بيوت المسلمين ليس بها استقرار نفسي أو معنوي؛ بيوت بدون دفء ولا حب حقيقي ولا مودة، بسبب هذه الفتوى. للأسف أصبحت بيوت مثل الإسكان الشعبي، خالية من المعروف والمودة بين أهلها.
وتسمع من زوجات الابن: “هو أنا جاية خدامة؟”
لا يا ست الستات، أنتِ جاية زوجة مكرّمة، وابنة لحماتك وحماكِ، وأخت لباقي الأسرة، مش خدامة كما تظنين.
روح الأسرة الجميلة تكتمل بكل فرد بها.
وكمان ما فيش آية في كتاب الله صريحة تقول إنكِ ما تساعديش أهل بيت الزوج،
وأيضًا ما فيش آية من كتاب الله صريحة تقول ساعدي أهل بيت الزوج.
ولكن هنا روح المودة والحب والتقدير والرحمة فيما بين أفراد الأسرة، الكيان الواحد.
وكلام ربنا كله يدعو لتماسك بعبادة وتوحيد لله، والعمل الطيب بين البشر، والرحمة والمودة والإنسانية والحب بين المجتمعات.
وهناك آيات من كتاب الله تشير إلى الإحسان:
“هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ”
وهنا الإحسان نوعان:
الإحسان مع الله في الطاعة والعبادة، فالجزاء هنا الجنة ونعيمها،
والنوع الثاني بين البشر، المعروف بينهم والمودة والواجب والاحترام والتقدير، والجزاء هنا رد الواجب بمثله، مش إنكاره.
وآية أخرى:
“ولا تنسوا الفضل بينكم إن الله بما تعملون بصير”
ولا تقتصر على حالات الطلاق فقط، إنما تشير إلى الرحمة والمودة بين أفراد الأسرة الواحدة، والمجتمع في المعاملات وتقدير المواقف الجميلة بينهم.
وكتاب الله كله يدعو للتوحيد وعبادة الله، والرحمة والمودة، والأصول والمعاملات، والتسامح والعفو، والأخوة بين البشر.
عندما تترك البنت بيت أبيها إلى بيت زوجها، تركت الأب والأم والأخوات والأهل والجيران، ليكون الزوج مثل هؤلاء عوضاً عنهم جميعاً، ودي سنة وفطرة الله في الكون.
ويتقي الله فيها، تركت الأهل من أجلك، كن رجلاً لها لا عليها، وكريماً وعوضاً عن الدنيا لها.
وكذلك أهل الزوج، تكون لهم بمثابة ابنة حقيقية،
وزوجة الابن هنا واجب وفَرضٌ عليها أن تعاملهم كأب وأم وأخوة أيضاً.
إنما تنكر معرفتهم ورحمتهم ومودتهم وتقديرهم لها، قمة الخذلان لها اولاً، وتدل على أنها مش أصيلة، الأصل هنا بيظهر معدنه في رد الفعل.
وهنا يصبح البيت تقليدياً، خالياً من الدفء والحب والمودة.
أصبح وجودها زي العدم بالنسبة لأهل الزوج، عندما تنكر المعاملة الطيبة منهم،
لم تقدم عملاً يفيد الأسرة، وربما تكون غير منصفة للحقيقة عند بيت أهلها أيضاً.
دي مش أصيلة، نهاي، تخلق البغض وعدم التقدير والمودة بين العائلتين بتصرف وكلام غير أخلاقي وإنساني.
تكون متمردة تماماً، فهذا النوع البُعد والتجاهل له علاج وعقاب، وعدم الاهتمام والتقدير له رد فعل ونكران المعاملة الطيبة من أسرة الزوج.
أيام الزمن الماضي، كانت النساء والأطفال لبسهم من توب قماش واحد، يدل على التماسك والحب والمودة بين أفراد الأسرة.
كانت الست تكون سنداً وعوناً لزوجها ليل نهار، تقف خلف زوجها وتغار على مصالحه وتشاركه همومه وأفراحه.
وكان ربنا معطيها العافية والصحة، ومعظمهم غير متعلمين، ولكن ربّوا وعلّموا قيادات مصر كلها في كل العلوم والقيادات والمواقع، على اللمبة الجاز والشنطة القماش، بس كان فيه رضا وحب وتقدير ورحمة بين أفراد الأسرة.
أما اليوم، نقول على الدنيا السلام:
عدم رحمة، وعدم تقدير، وعدم مودة، ونكران تام للمعاملة الطيبة والتقدير،
سلم يا رب من الخسة.
البنت الأصيلة بتبان، والغير أصيلة بتبان.
وهناك رب يفصل بين عباده، وقادر.
حاسبوا أنفسكم، وعودوا إلى ربكم ودينكم وأخلاقكم الكريمة،
واتركوا السموم من آذانكم، وعاملوا الناس كما يعاملونكم،
وسيأتي يوم تُرد فيه المظالم والحقوق لأهلها،
وكله كأس داير، ولابد أن تشربوا منه،
وتأكلون مما تزرعون بأيديكم،
والله لا يغفل ولا ينام.
اللهم اهدِ بناتنا وأولادنا لما فيه الخير والصالح لهم.