ر“ما تعملش من الحبة قبة”..
كتب محمد نصر
عنوان لمشروع تخرج للطالبتينمي السيد محمد، وندى خالد فاروق بقسم العلاقات العامة والإعلان في كلية الإعلام بجامعة العلوم والآداب الحديثة، ويسلط مشروع التخرج الضوء علي التوهم المرضي أو الهوس المرضي الذي يصيب كثيرا من الناس حول العالم، في ظل انفجار المعلومات وانتشارها عبر الانترنت ووسائل الإعلام الحديثة.
وترى مي السيد محمد وندى خالد فاروق أن السبب في اختيار موضوع التوهم المرضي هو خطورته على صحة كثير من الناس، والتي قد تصل إلي تناول عقاقير وأدوية دون استشارة الطبيب، ومن خلال البحث على الإنترنت الذي يضخم الأعراض، مما يؤثر سلبا علي الحالة الجسدية والنفسية للشخص المريض، وقد يؤدي إلى أمراض نفسية كالاكتئاب وغيره.
وتقول مي السيد محمد: إننا قمنا ببحث كامل عن التوهم المرضي وعلاجه وكيفية تقليل التوتر والخوف، وإيجاد حلول لهذا المرض، كما اخترنا عنوانا لحملة توعية شاملة عن التوهم المرضي، والهدف منها هو دفع المريض للجوء إلى الطريق الصحيح لتشخيص المرض باستشارة الطبيب أو الذهاب إليه في عيادته، وعدم الانجرار وراء المعلومات الكثيرة والمتوفرة على محرك البحث “جوجل”، والتي تضم معلومات طبية خاطئة وغير موثوق بمصادرها، منوهة إلى أن من أهداف الحملة أيضا تخفيف التوتر والحد من الإفراط في التفكير في أعراض المرض، حتى لا يؤثر سلبا علي حياة الشخص المريض، ومساعدة الجمهور في تخفيف الخوف والتوتر، في ظل أزمة انتشار فيروس كورونا والمعروف بـ “كوفيد 19”.
وقامت الطالبتان بالتواصل مع عدد من الأطباء النفسيين، الذين تحدثوا عن التوهم المرضي، والذعر الذي يصيب البعض حاليا مع انتشار مرض كورونا، والعمل على إرسال رسائل تطمينية في نفوس الناس.
ونظرا للظروف التي يمر بها العالم جراء تفشي فيروس كورونا، قدمت أسرة حملة “متعملش من الحبة قبة” أغنية للتوعية بأهمية الوقاية من فيروس كورونا، ويمكنكم الاستماع إليها عبر صفحتهم على الفيس بوك، والتي تتضمن هذه الصفحة جوانب مختلفة عن التوهم المرضي، والتعريف به وأعراضه والحلول وموضوعات عن مرض كورونا, وقصص وأمثلة ولقاءات مع أطباء نفسيين.
لو كان لديك اي استفسار او اهتمام بموضوع التوهم المرضي و توابعه النفسية راسلهم على الفور على عنوان الصفحة على الفيس بوك:
https://www.facebook.com/%D9%85%D8%AA%D8%B9%D9%85%D9%84%D8%B4-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A8%D8%A9-%D9%82%D8%A8%D9%87-106360390984520/?ti=as
ولكن ما هو التوهم المرضي؟ تقول مي السيد إنه الخوف من إصابة الإنسان بمرض خطير، وخاصة إذا شعر الإنسان بأعراض غير طبيعية، فيفترض أن عنده مرض فيبدأ بالتوتر وإيهام نفسه بإصابته بمرض أصيب به أحد معارفه، أو قرأ هذه الأعراض على الانترنت أو سمعها قبل ذلك، ومن الممكن أن لا يكون عنده أي مرض، فيتوهم المرض لأقل الأعراض الجسدية.
مثال علي الخوف المرضي و هي قصة حقيقية:
رجل في سن الستينات كان يعاني من ألم شديد في المعدة لسنوات طويلة وبعد أن قرر الذهاب للطبيب، قال له الطبيب: “انت ازاي عايش لحد دلوقت”.. بعدها بأسبوع توفاه الله وهذا أكبر دليل علي أن الخوف من أسباب التوهم المرضي الأساسية.
ولا أدل على ذلك حاليا من وباء كورونا المنتشر حول العالم، والذي سبب الكثير من الخوف المرضي، بل الرعب من إصابة الإنسان به، ومثال على ذلك ما حدث لأحد الأشخاص في بداية الحديث عن بدء انتشار مرض كورونا، والذي كان يعاني من سخونة شديدة، وتسبب الخوف في ظهور صداع بالرأس وهمدان بالجسم بإيهام نفسه بأنه مصاب بالمرض، إلا أن ابنته اتصلت بـ ١٠٥ فأخبروها بقياس درجة حرارة الوالد ولو زادت عن ٣٨ ، عليها الاتصال بهم مرة أخرى إلا أن درجة الحرارة كانت 35، فأفاق وبدأ في الضحك والتفاؤل.
وتضيف مي السيد وندى خالد: إننا نحاول جاهدين التوصل للحلول التي قد تكون نافعة للناس في هذه الظروف الصعبة، فبعد أن كان معدل الناس المصابة بالخوف المرضي أو التوهم المرضي قليلا زاد بعد انتشار كورونا، وازددنا معه إصرارا لمساعدة الناس والمجتمع.
وقد حصلت كل من مي السيد وندى خالد على تدريبات في هذا المجال، وقدما البحث الذي يتضمن موضوع التوهم المرضي في كتاب يسمى “hypochndria”.
وتضيف ندى خالد: أن الكثيرين بمجرد إحساسهم بإعياء بسيط، فإنهم يبحثون علي الفور عن أعراضه على الانترنت، ظنا منهم بأن الانترنت لديه قدرة فائقة علي تشخيص حالتهم الصحية، ومنحهم روشتة مجانية للعلاج، ولكن في الواقع هم لا يدركون أنهم وقعوا في فخ التوهم المرضي، لذا قمنا بتنظيم حملة أطلقنا عليها “متعملش من الحبة قبة”، بهدف التوعية من التوهم المرضي الذي أصبح ضحاياه كثيرين، بسبب بحثهم عن اعراضهم المرضية علي محرك البحث جوجل الذي يجعلهم يتصورون ويتوهمون انهم مصابون بداء مرضي خطير، ويبدءون في رحلة علاج كاذبة بنيت على أوهام ليس لها أساس من الصحة، وحتى عندما يذهب المصاب بالتوهم المرضي لعيادة الطبيب للاطمئنان، لا يقتنع بالتشخيص من المرة الأولى فيكرر الذهاب عدة مرات، وإذا نجح الطبيب في تهدئته وإقناعه، فانه سيواجه بالخوف والهلع مجددا بعد أيام قليلة.
وعن الأسباب الرئيسية للتوهم المرضي، تقول ندى خالد إن التشاؤم أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بالتوهم المرضي، لأنه عندما يشعر الاشخاص المتشائمون بأعراض مرضية يتوقعون فقط الاحتمالات السيئة بأن لديهم مرض خطير، ولا يضعون في اعتبارهم الاحتمالات الجيدة مطلقا، كما أن معاناة أحد أفراد الأسرة من أمراض خطيرة يلعب دورا هاما في الإصابة بالتوهم المرضي، لأنه عند معايشة الشخص لتجربة مرضية سيئة مع أحد المقربين إليه، يؤثر سلبا علي تفكيره ويجعل لديه وساوس متكررة بأنه سوف يصاب بنفس المرض الذي أصيب به أحد أفراد أسرته، ليس هذا فقط فحسب هناك سبب أخر هام للإصابة بالتوهم المرضي وهو محاولة جذب الأنظار واستدرار العطف من قبل المحيطين بالشخص المصاب، أي أن الشخص يتمارض لكي يكتسب عطف من حوله مما يجعله يشعر بالأعراض المرضية فعليا، ومن ثم تبدأ معه دوامة التوهم المرضي.
بعض النصائح و الإرشادات التي تقدمها الحملة:
هناك بعض النصائح والتوجيهات التي توصي بها حملة “متعملش من الحبة قبة”، وتشمل بعد استشارة الطبيب المختص، الأخذ بالأسباب وعلى الشخص المصاب بالتوهم المرضي التقرب من الله والأخذ بقوله تعالى: ” قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون”، وبقول سيدنا علي بن أبي طالب: ” كل متوقع آت، فتوقع ما تتمنى”، أي انه يجب علي الشخص أن يتوكل علي ربه ولا يبالغ في شدة الخوف من المرض حتى لا يصبح أحد سجناء التوهم المرضي، بل يتوقع خيرا حتى يجده، ويجب على الشخص المصاب التوقف عن البحث العشوائي عن المعلومات الطبية علي الانترنت لعدم دقة المعلومات المتوفرة عليه، وممارسة الرياضة والمداومة عليها واليوجا، وإتباع نظام تغذية متكامل، والقراءة وخاصة الكتب المتخصصة فيقوة العقل.