الروايات ومدى تأثيرها على الشباب
الروايات ومدى تأثيرها على الشباب
كتبت : ريهام سمير
▪ لطالما كانت أهمية أى أثر أدبى تقاس بمدى قدرته على الصمود أمام الزمن , وبسعة إنتشاره على الصعيد العالمى ثم بمدى تأثيره على المجتمع وعلى الأدآب الأخرى ودرجة تفاعلها معه كانت الروايات أكثر تراثنا الأدبى قيمة وأهمية .
▪ فهناك روايات كثيرة بجميع لغات العالم مترجمة باللغة العربية , فالروايات منذ الأزل وهى الأثر الأدبى العجيب خلال هذه المدة الطويلة تلهم وتعلم وتمثل فى المسارح والسينما وما نزال نلمح تأثيرها فى بعض نتاجهم إلى يومنا هذا , فقد إستلهمت منها قطع رائعة للمسرح والباليه والموسيقى والسينما ولوحات وتماثيل , كما إستنبطت من حكاياتها قصص إتحدث شخوصها رموزاً لأراء فلسفية , فإذا ما كنا نلمسه فى الكتاب من سطحية وهزل ينقلب عمقاً وجداً .
▪ لعل أروع ما فى أدبنا العربى الرمزى الحديث – لاسيما المسرحى والسينمائى – هو ما إستلهم من بعض الروايات مثل ألف ليلة وليلة وروايات نجيب محفوظ وإحسان عبدالقدوس ويوسف السباعى وغيرهم من الكتاب والمفكرين .
▪ وعلى الرغم من ذلك كله فالروايات لا تخلو من مآخذ كثيرة , فهى ككل شئ فى هذه الدنيا لا يمكن أن يكون خيراً صرفاً أو شراً صرفاً , بل تتعاوره مناقب ومثالب
▪ وكان لابد لنا أن نبدأ بهذه المقدمة لنجلو بعض مآثر الرواية كى لا نٌتهم بالتجنى على هذا التراث العالمى القديم , وكم يسؤؤنا أن نقول أن مساوئ هذه الروايات قد تربو على حسناتها , ولعل من أكبر جرائرها هو تصويرها للحب والعشق مما أدى إلى تأثيرها الشديد على بعض الشباب وخاصة فى مرحلة المراهقة ، وتقمص بعض الشباب للشخصيات الروائية وشعورهم الدائم فى متعة العبث بأحداث الرواية , مما ترك أثر عجيب على المجتمع الشرقى وبخاصة العربي منه…
▪ ومن سوء الحظ أن تتمتع بعض الروايات بأسلوب شيق يجذب العامة ببساطته وصراحته وبما فيه من غرائب وعجائب ووصف فاجر , وكلام فاحش بذئ تتعلق به شهواتهم ويدغدغ غرائزهم , وهذه إحدى المآخذ الكبرى على الروايات كما كان يجذب الخاصة بما فيه من خيال مصطنع جامح , وفن قصصى اصيل, وبما فى طياته من حكم ورموز رائعة مستقاة من واقع الحياة , ولسوء الحظ أنها شاعت بكثرة هذه الايام ..
▪ وفى عصرنا هذا , هذا العصر الذى يتمتع بالسمر والسهر ووسائل الترفيه والسوشيال ميديا مما أدى إلى كثرة إنتشار معرفة الروايات وسهولة تناقلها عبر مواقع التواصل الإجتماعى ..
▪ فبعض الروايات رسخت أفكاراً خاطئة فى عقول النساء والرجال ,وخصوصاً روايات الخيانة مما أدى إلى كثرة الصراعات والشك ما بين الرجل والمرأة , فهناك روايات تصور المرأة على أنها رمزاً للإنسان الضعيف المغلوب على أمره والذى يتراكم فى أعماقها الكبت أجيالاً بعد أجيال حتى يصبح حقداً , فإذا سنحت لها الفرصة تنتقم .
وأحياناً تضفى بعض الروايات على المرأة الذكاء الخارق والمشوب دائماً بالخبث والدهاء وعلى الرجل الغباء , لذا يلجأ الرجال القارئون إلى القوة الغاشمة ليعوض عن هذا النقص الفادح ومن جراء ذلك نجد أن الصراع لا يفتر بين الرجل والمرأة فى أكثر الحكايات.
ولا أحد يستطيع إنكار دور الروايات فى بناء الشخصية وتحقيق التكامل النفسى , إن الشخصية المتكاملة لابد أن تكون شخصية خلاقة ومبدعة , أعنى شخصية فعالة قادرة على تجسيم أفكارها وتحقيق معانيها .
▪ فالرواية ليست مجرد أداة خلاقة لتحقيق الإمتزاج بين ماهو كائن وما ينبغى أو بين العالم الداخلى والعالم الخارجى, وإنما هى وسيلة لإعطاء الحقيقة الذاتية الباطنية صورة خارجية حتى يكون فى الإمكان تقاسمها وإختبارها والتحقق منها .