كتب محمد رضا عواد
كلما اختلت موازين العدالةوضعفت النفوس وفسدت الضمائر ولانت عزائم البشر تحت إغراءات السلطة والنفوذ ، وكلما تعطل عمل القيم الإيجابية في حياة الناس .
يحن البشر إلي تاريخ مشرق ، وتستعيد الذاكرة سيرا لرجال لاتزال منهلا عذبا ومعينا لاينضب للعدل والإستقامة والتعالي على إغراءات السلطة ومقاومة ضعاف النفوس البشرية .
ولانظن ان هناك في تاريخ البشرية -بعد النبوة- من توقف امام شخص صنع نموذجا للحكم الرشيد مثل ما توقف امام شخصية الفاروق عمر بن الخطاب !
فهو منتج من مدرسة النبوة الشريفة ومن تشربوا قيم الإسلام وتغذوا من نهر النبوة الخالد !
فعمر صنع مقياسا صارما واتعب الحكام وارهق الولاه .
ووضع اركانا للحكم في الإسلام
واسسا لمن اتي بعده ..تتمثل في /
اولا / أبعد ذي قرابته عن المناخ الذي قد يتيح استغلال النفوذ…
ثانيا / احسن التصرف في موارد الدولة … يقول انه لطول قوامه استعان بجلباب نجله عبدالله وأطال به ثيابه !
ثالثا / محاسبة الولاه … بوضعهم تحت المراقبة وتصحيح الأخطاء اولا بأول علي نحو سريع حتى لايتحول التجاوز إلي قاعدة .
رابعا / التفقد المنتظم لأحوال الرعية … بالإطلاع علي أحوال الناس بنفسه وعدم الإعتماد علي التقارير التي يرفعها الولاه والمسئولين فقط !
خامسا / تقاسم التضحيات مع الرعية … في عام الرمادة عاش عيشة خشنة وعاني من شظف العيش وحرم على نفسه وبيته اللحم …
سادسا / الإستماع للآراء ووجهات النظر … حول نموذج الحكم الرشيد تجاوبا مع آراء الناس .
كان نموذج عمر يري ان الحاكم مسئول عن دابة في العراق تعثرت قدمها !
رضي الله عنه وأرضاه ….