لم يكن أكثر المتابعين تفاؤلاً يتوقع ذلك النجاح المبهر ، الذي تحققه مؤتمرات الشباب التي تعقد من حين لآخر علي بقعة غالية من أرض المحروسة ، فالفكرة كانت وليدة وفريدة ، فكل مرة تقام هذه الفعالية تثبت أنها كانت فلسفه ضرورية للإستفادة من طاقات أكبر قطاع من الشعب المصري ، فما دون سن الخامسة والثلاثون يتعدي نسبتة مافوق الستون بالمائة من إجمالي تعدادالشعب المصري ، من هنا كانت فلسفة القيادة في إختيار الشباب كحجر للزاوية في طريق التنمية وبناء مصر الجديدة التي حلمنا جميعاً بها .
مؤتمرات الشباب كواحدة من ثمرات البرنامج الرئاسي لتأهيل وتولي الشباب القيادة ،تشهد تطورات في فلسفتها وأهدافها التي تشهد دائماً الجديد في كل مرة تعقد فيها ، القاسم المشترك الذي يتواجد في كل المؤتمرات التي عقدت حتي الآن ، والتي بدأت بأرض مدينة السلام شرم الشيخ حتي المؤتمر الذي أنتهت فعالياته قبل ساعات قليلة علي أرض العاصمة الإدارية الجديدة ، هي قناعة القيادة السياسية بشباب مصر وفتياتها، ودورهم في رسم ملامح صورة مصر المستقبل التي يود كل منهم أن يراها بعينيه ، وهي تأخذ مكانها بين الأمم وهو نفسه يمثل جزء أصيل منها يحقق فيها آماله وطموحاته ، في كل مرة يلتقي فيها الرئيس السيسي بأبنائه وبناته من أبناء مصر تترسخ في عقيدة هؤلاء الشباب إيمانهم بقيادتهم والتي تثبت يوماً بعد يوم أنها أختارت الطريق الصحيح لإعادة بناء الوطن ، بالشكل الذي يحقق طموحات كل أبناء مصر ، ويظهر هذا جلياً بتفاعل القيادة السياسة مع مايقدمة هؤلاء الشباب، من إبتكارات وتصورات متميزة عندما تتاح الفرصة لهم لإثبات ذاتهم ، والتعبير عما يدور بداخلهم ، عندما تنصت القيادة بهذا الشكل لهؤلاء الشباب وتتفاعل مع مايقدمون بهذه الجدية، التي لا تخلوا من روح الدعابة التي تملاء المكان أحياناً من وقت لآخر بين أب وأبنائه ، في حضور معظم قيادات الدولة إنما ينم عن علاقة صحية وصحيحة ولدت لتنمو وتترعرع بين الدولة وأبنائها ، بدأت نتائجها تظهر يوماً بعد يوم ، وسيكون لها حتماً مردود رائع علي مسار التنمية في الأيام القادمة، عندما تزداد مساهمات وأفكار وإبتكارات هؤلاء الشباب شيئاً فشيئاً في شرايين الجهاز الإداري ومواقع المسئولية داخل دولاب العمل داخل الدولة .
التطور والخصوصيه التي يشهدها كل مؤتمر عن الآخر، في موقعه وحضوره وأهدافه ومناقشاته فيما يتبناه من مواضيع مطروحة علي الساحة ، يثبت بما لايدع مجال للشك روعة الفكرة وعمق الرؤية ، وإختلاف جذري عما تعودنا عليه من رؤي سياسية خلال عشرات السنين الماضية ، بعض ماسبق من مؤتمرات تضمنت حضور شباب العالم ، ثم ماتبعة من مثيلاتها التي توجهت إلي قلب أفريقيا ، مؤكد له ما يميزه من أهداف ورسائل وفلسفة تحقق مايراه الشباب لما فيه من الخير لهم ولوطنهم ، مؤتمرات الشباب طريق أبتكره الشباب وأعتمدته القياده كخطوة مهمة علي طريق بدأه أبناء مصر لإعادة بناء وطنهم، وهم الذين ظلوا لسنوات وسنوات يحلمون به ويتأهبون وينتظرون ساعة الصفر، حتي أطلقت قيادته الجديدة إشارة البداية ، فهنيئاً لشباب مصر بقيادة تؤمن بهم وبقدراتهم ، وهنيئا للقيادة بشباب وفتيات يملكون من الطاقات والإبداعات مايجعل مصر في غضون سنوات قليلة قطعاً في موقع آخر علي خارطة المعمورة .