الأم قلب الامة بقلم الدكتورة / مها أباظة
الأم قلب الامة
بقلم الدكتورة / مها أباظة
للأم مكانة كبيرة و منزلة عظيمة ينحدر عنها السيل و لا يرتقي إليها الطير.. هي المدرسة الأولى و القدوة الدائبة و حجر الأساس لبناء الأسرة، و السكن و المودة و الراحة لقلب الرجل.. هي” الراعية في بيت زوجها و مسئولة عن رعيتها” هي القائدة الرائدة في مختلف المجالات و مجموعة المؤسسات صغيرة و كبيرة، هي التي خرج من تحت يديها الأبطال و الرجال و قدمت لوطنها منهم الشهداء.. هي التي كرمها الله في كل الديانات و شهد بتضحيتها الكبير و الصغير، و لنا قدوة حسنة في الشاعرة” الخنساء” حين كانت تحث و تحرض أولادها على خوض الحرب في سبيل الله، و عندما توفى ولدها الثالث قالت : “الحمد لله الذي أكرمني الله بشهادته”.
الأم كلمة صغيرة و لكنها أكبر معاني الحب و العطاء و الحنان، إنها الحب الذي لا ينضب و لا يجف.
في الماضي كانت بعض الشرائع تهمل قرابة الأم، ولا تجعل لها اعتباراً فجاء الإسلام يوصى بالأخوال والخالات، كما أوصى بالأعمام والعمات، ومن الأحاديث الدالة على ذلك أن رجلاً أتى النبي (صلى الله عليه واله وسلم) فقال: إني أذنبت، فهل لي من توبة؟ فقال: «هل لك من أم؟» قال: لا، قال: «فهل لك من خالة؟»، قال: نعم، قال: « فبرها »
ويروي البزار أن رجلاً كان بالطواف حاملاً أمه يطوف بها, فسأل النبي (صلى الله عليه واله وسلم) هل أديت حقها؟ قال: «لا، ولا بزفرة واحدة» ! .. أي من زفرات الطلق والوضع ونحوها.
وبر الأم يعني: إحسان عشرتها، وتوقيرها، وخفض الجناح لها, وطاعتها في غير المعصية، والتماس رضاها في كل أمر، حتى الجهاد، إذا كان فرض كفاية لا يجوز إلا بإذنها, فإن برها ضرب من الجهاد.
كل عام و كل الأمهات بخير.. كل عام و كل أمهات شهداء الوطن في رعاية الله و أمنه و ليحتسبوا أماناتهم عند الله فهو الجبار الرحمن الرحيم.