
علم الفراسة: تأصيل تاريخي وعلمي . بقلم منة الله النجار معبرة الرؤي والأحلام
س: ما هو علم الفراسة؟
ج: علم الفراسة هو فن أو علم تفسير الملامح الجسدية – خصوصًا ملامح الوجه – لاكتشاف الصفات النفسية والسلوكية للإنسان. بمعنى آخر، هو محاولة لقراءة شخصية الإنسان من مظهره الخارجي.
س: هل علم الفراسة قديم أم حديث؟
ج: علم الفراسة قديم جدًا. بدأ مع الفلاسفة اليونان مثل أرسطو، الذي كتب عن العلاقة بين ملامح الوجه وصفات الإنسان. وظهر في الصين والهند، وازدهر بشكل كبير في الحضارة الإسلامية، خاصة في العصر العباسي.
س: هل اهتم العرب والمسلمون بعلم الفراسة؟
ج: نعم جدًا. كان العرب يميزون بين الناس بالفراسة، ويستخدمونها في التجارة والحروب وحتى في القضاء. من أشهر من كتبوا في هذا العلم: ابن سينا، والرازي، والفارابي. كما جاء في الحديث الشريف: “اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله”.
س: هل هناك أمثلة مشهورة لأشخاص عُرفوا بالفراسة؟
ج: نعم، من أبرزهم الصحابي عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الذي اشتهر بفراسته، وكان يصيب كثيرًا في تقييمه للناس. أيضًا يُروى عن الخليفة المأمون العباسي أنه كان لا يختار أحدًا لوظيفة إلا بعد اختبار فراسته له.
أما في العصر الحديث، فقد عُرف بعض المحققين والخبراء الأمنيين باستخدام مهارات تشبه الفراسة لتحليل سلوك الأشخاص وكشف الكذب، مثل بول إيكمان، الذي طور علم “التعبيرات الدقيقة” واستخدم في التحقيقات الأمنية.
س: هل لعلم الفراسة أساس علمي؟
ج: العلم الحديث لا يعترف بعلم الفراسة التقليدي كعلم دقيق، لكن توجد فروع علمية قريبة منه مثل:
علم تحليل تعبيرات الوجه (Micro-expressions)
علم لغة الجسد
علم النفس العصبي
كلها تحاول فهم الشخصية من خلال السلوك والتعبيرات وليس فقط من الملامح.
س: ما الفرق بين الفراسة والعرافة أو التنجيم؟
ج: الفراسة تعتمد على الملاحظة والتجربة، وهي أقرب للحدس الذكي. أما العرافة والتنجيم فتعتمد على الغيب والتكهن، وغالبًا ما لا تستند لأي دليل علمي أو منطقي.
س: هل يمكن تعلم علم الفراسة؟
ج: نعم، يمكن تعلم أساسيات الفراسة من خلال القراءة والملاحظة والتدريب، لكن الوصول لمهارة عالية يتطلب ممارسة طويلة وقدرة على التركيز وربط التفاصيل الدقيقة.
س: هل يمكن الاعتماد على الفراسة وحدها في الحكم على الآخرين؟
ج: لا يُنصح بذلك. الفراسة قد تكون أداة مساعدة، لكنها لا تغني أبدًا عن التعرف الحقيقي على الشخص من خلال التعامل والمواقف. الملامح قد تكون خادعة أحيانًا، كما أن البيئة والتجارب تؤثر على سلوك الإنسان. لذلك، من الحكمة أن نأخذ الفراسة كوسيلة لفهم مبدئي وليس كحكم نهائي.
س: ما هي أبرز الكتب التي تناولت علم الفراسة؟
ج: من الكتب العربية الكلاسيكية:
الفراسة للإمام الشافعي
الفراسة في معرفة أخلاق الناس من أشكالهم لابن قيم الجوزية
الفراسة عند العرب لمحمد بن ناصر العبودي
أما الكتب الحديثة، فمن أبرزها:
علم الفراسة الحديث للدكتور إبراهيم الفقي
الوجوه تتكلم لبول إيكمان (بالإنجليزية: Emotions Revealed)
س: ما الرسالة التي يحملها علم الفراسة للإنسان المعاصر؟
ج: علم الفراسة يذكرنا بأن الإنسان ليس مجرد كلمات يتكلم بها، بل هو جسد وتعبير ونظرة وسلوك. لكن في زمن السرعة والتكنولوجيا، أصبحنا نغفل هذه التفاصيل. الفراسة تدعونا للانتباه، للتأمل، ولرؤية الآخر بعين فاحصة وقلب منفتح، دون أحكام مسبقة.