غير مصنف

سلبيات وظواهر رديئة في أفراحنا

 

بقلم: محمد حشيش

 

من المعلوم أن أهل مصر أهل أدب وكرم ودين وخلق وفكر مستنير.

وفي كل شيء، تتفوق مصر على العالم كله في الكرم، خاصة في أفراحنا وعاداتنا الجميلة.

 

قديماً، كان هناك أدب جم وحياء وكرم واحترام متبادل بين الناس في المناسبات السعيدة وغيرها. كان الجار في منزلة الأخ، وكانت البيوت لها حرمتها عند الجميع. وكان الرجل الكبير أو السيدة في المواصلات يجدان من الشباب من يقوم لهم احترامًا، وتربط الناس عادات وتقاليد جميلة بين طوائف الشعب، دون تفرقة بين هذا وذاك.

 

وكان الشاب عندما ينادي عليه من هو أكبر منه، يرد بأدب: “نعم، يا عم فلان”. ولو أن رجلاً غريبًا عن المنطقة أو القرية طلب شيئًا، يُرحب به قائلاً: “اتفضل يا عم”، ويستمع إليه بكل احترام.

 

لكن، ومنذ ظهور الميديا بمختلف أنواعها، خاصة الشاشة الصغيرة، تغيّرت فينا بعض العادات والتقاليد، وظهرت سلوكيات غير أخلاقية ناتجة عن التقليد الأعمى، والبرامج التافهة، والأفلام والمسلسلات الهابطة. أصبحت الألفاظ والحركات التافهة المنتشرة تعبر عن أصحابها، وبعض الكلمات الخارجة عن حدود الذوق العام أصبحت كالمرض الذي ينتشر بين الشباب والصبية.

 

تحوّلت هذه الأمور إلى كابوس دخل بيوتنا من كل الأبواب والنوافذ: التلفزيون، الإنترنت، ومختلف البرامج — والكل يعلم ذلك.

 

أصبح الشباب والأولاد الصغار يقلدون ما يشاهدونه بدون وعي أو تفكير: تقليد أعمى في قصات الشعر، والملابس،… إلى آخره.

وأصبحت أفراحنا تفتقر للدفء، والفرح الحقيقي، والمعنى، بسبب ظواهر مسيئة تمامًا، مثل الرقص المائع الماسخ من بعض الشباب، بل وظهور الأسلحة البيضاء كسنج ومطاوي، بل وأسلحة نارية أحيانًا!

 

انتشرت الأغاني الهابطة، والموسيقى التي لا معنى لها، وأصبح الضجيج هو السائد — تلوث سمعي بكل ما تعنيه الكلمة.

نرى بعض الشباب يرقصون بطريقة تشبه القردة، لا حياء فيها ولا رجولة.

 

تحوّل الفرح عند معظم الناس إلى مصدر إزعاج، قد ينتهي بمآسٍ مثل شرب المخدرات، أو استخدام الأسلحة البيضاء، أو التكاتك والدراجات النارية التي تتحول إلى أدوات للفوضى والتسابق في الشر والهيافة، مما يؤدي إلى مشاجرات، أو حريق، أو إصابة، بل وقد يصل الأمر إلى القتل الخطأ.

 

وهذا ما نشهده في الشارع المصري، في كثير من القرى والمدن.

 

ومن أجل منع هذه الظواهر والعادات الرديئة والتقليد الأعمى، يجب اتخاذ ما يلي:

 

اشتراط الحصول على تصريح لإقامة الفرح من المركز أو القسم التابع له منزل العريس والعروسة، مع توقيع كل منهما على تعهد بمنع هذه الممارسات.

 

مطالبة الجهات الأمنية في جميع أقسام ومراكز مصر بإصدار تعليمات مشددة للعمد والمشايخ بالتنبيه على الأهالي بمنع هذه السلبيات.

 

استخدام المساجد ومكبرات الصوت لإعلام الناس، وتحذيرهم من تسجيل فيديوهات عشوائية للأفراح، على أن تُسلَّم هذه الفيديوهات للجهات الأمنية (مثل رئيس البحث الجنائي أو رئيس المباحث بالقسم أو المركز) وفقًا لمكان إقامة الفرح.

 

تحميل المسؤولية الكاملة لوالد العريس ووالد العروسة في حال حدوث أي مخالفات، حتى نتمكن من القضاء على الفوضى والإسفاف، والسفه، وقلة الحياء، ومنع المشاكل، والمشاجرات، والإصابات، والجرائم الناتجة عن المخدرات والأسلحة.

 

نعلم جميعًا مدى خطورة هذه الممارسات، وقد نقلت الصحف والقنوات الفضائية كثيرًا منها، ولكن بعد فوات الأوان وخراب البيوت.

 

فلنعد لأفراحنا بهجتها، ولأخلاقنا حياءها، ولنحيي الكرم وحفاوة الاستقبال في كل ربوع الوطن.

ويجب على أهل العروسين طرد أي شخص يظهر عليه اضطراب في تصرفاته فورًا من الفرح.

 

وجدير بالذكر أن هذا الموضوع لا يجب السكوت عليه نهائيًا.

 

وإلى لقاء آخر في موضوع جديد،

حول الخطر الداهم والمستديم: التكاتك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى