بقلم / هدى عثمان
الزّواج هو عقد شرعيّ بين رجل وامرأة تحلّ له شرعًا، أساسه رضا الطّرفين؛ حيث يهدفان عن طريقه إلى بناء الأسرة التي تُشكّل أساس كُلّ مُجتمع، ويجب أن يكون شرط هذا العقد الرِّضا المُتبادَل، من أجل تحديد الحقوق والمسؤوليّات على كلا الطّرفين، لذلك أكّدت مُعظم الاتّفاقيات الدوليّة ضرورةَ توفّر الوعي، والنّضج، والإرادة السّليمة لدى الطرفين
الزّواج المبكر
حسب اتّفاقية حقوق الطّفل، فالطّفل هو كلّ من لا يتجاوز عمره ثمانية عشر عاماً، ولم يبلُغ سنّ الرُّشد، وقد أكّد الإعلان العالميّ لحقوق الإنسان على الحقّ الكامل للرجل والمرأة بالزّواج وتأسيس أسرة، متى ما بلغا السنّ القانونّي.
*تعريف الزّواج المبكر* من وجهة نظر القانون في الدّول التي تُصادق على اتّفاقيات حقوق المرأة والطفل، هو زواج الأطفال تحت سنّ 18 سنةً
*الزّواج المبكر في الإسلام*
حثّت الشريعة الإسلاميّة الشباب المقتدرين على الزّواج وتكوين الأسرة؛ فقد قال الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: (يا معشرَ الشبابِ! من استطاع منكم الباءةَ فليتزوّجْ؛ فإنّه أغضُّ للبصرِ، وأحصنُ للفرجِ، ومن لم يستطعْ فعليه بالصّومِ، فإنّه له وجاءٌ) وللشّريعة الإسلاميّة مقاصد متعدّدةٌ في ذلك، منها: عفّة النّفس، ونأيها عن الوقوع في الحرام، وحفظ النّوع الإنسانيّ، وحفظ النّسب والنّسل ورعايته، وارتياح النفس
*(اسباب الزّواج المُبكر)*
تتعدّد الأسباب التي تدفع الآباء لاختيار الزّواج المُبكر لأبنائهم، وعلى الرغم من عدم جوازه إلاّ أنّه ينتشر بكثرةٍ في بعض المُجتمعات والدّول، ومن أهمّ هذه الأسباب
1: الوضع الاقتصادي السيِّئ للأهل، والذي قد يعدّه كثيرون مُبرّرًا كافياً لتزويج الفتيات؛ إذ يتعرّض الأهل إلى إغراءات ماليّة من جهة الزّوج، فيعدّ البعض هذا الزّواج صفقةً
2:انتشار مفاهيم، مثل: السُّترة، والعنوسة، والشّرف، وإلصاقها بالفتاة، واعتبار الزّواج هو الإطار الحامي لشرف العائلة، وضمان سلامة الفتاة من أيّ انحرافٍ أخلاقيّ قد يُسيء إلى سُمعة العائلة، ووضعيّتها الاجتماعيّة
*(آثار الزّواج المُبكر)*
تترتّب على الزّواج المُبكر عدّة آثار تمسّ حياة الزّوجين، خاصّةً الفتاة،
منها[١]: الحرمان من حقّ التّعليم، والذي يُعدّ حقاً أساسيّاً للفرد، وله دور أساسيّ في بناء شخصيّته ونموّه وتطوّره، ويبني أسرةً مُتكاملةً صغيرة العدد، ويساهم في زياده الانتاجيه
[2]: الحرمان من الحقّ في العمل، ممّا يُسهم في تأخّر التنمية
[3]الحرمان من حقّ السلامة الجسديّة؛ بسبب ما ينتج عن الحمل في سنّ مبكرة، وتكرار الإنجاب، وتأثير ذلك على الصحّة
*(طرق الحدّ من حالات الزّواج المُبكر )*
1:تحديد أهداف وخطط، ورسم استراتيجيّات لمعالجة حقوق الأطفال، وفقًا لاتّفاقية حقوق الطفل، والقضاء على المواقف والممارسات الثقافيّة السلبيّة ضدّ الفتيات.
2:إيجاد دعم اجتماعيٍّ؛ لإنفاذ القوانين الخاصّة بالحدّ الأدنى للزّواج، ولا سيّما عن طريق توفير فُرص التعليم للفتيات.
3: تحقيق المُساواة بين الجنسين في سنّ مبكر، داخل الأسرة والمجتمع. كفالة مُشاركة الفتيات دون تمييز في الحياة الاجتماعيّة، والاقتصاديّة، والسياسيّة.
4: سنّ قوانين تكفل الحدّ من الزّواج المُبكر، ورفع الحدّ الأدنى لسنّ الزّواج إذا لزم الأمر، وإنفاذ هذه القوانين.
زر الذهاب إلى الأعلى