اين حقوق الانسان فى اوربا وامريكا
كتب : اللواء عبد الرحمن راشد
دائماً ما تتحدث امريكا ودول أوروبا عن ما يسمي بحقوق الإنسان وأن هذه الدول تؤمن بحرية الرأي والتعبير والتظاهر والتجمهر والاعتصام وتعتبر أن تلك الأفعال من مظاهر احترام الرأي والتعبير وحقوق الإنسان في الدول الديموقراطية ( تعني أوروبا وامريكا ) .
وتوجه هذه الدول الإنتقادات لمصر والدول العربية والشرق الأوسط باستثناء إسرائيل بأنها دول لا تلتزم بحقوق الإنسان بل وصل الأمر الي فرض بعض العقوبات الاقتصادية علي عدد من هذه الدول تحت زعم عدم احترامها للديموقراطية وحقوق الإنسان ؟
أتساءل الأن ونحن نري اعتداء إسرائيل الغاشم علي قطاع غزة وقتل ما يقارب من ٣٥ ألف فلسطيني غالبيتهم من النساء والأطفال وإصابة ٧٧ ألف مصاب بالإضافة إلي تواجد حوالي عشرة ألاف تحت الأنقاض إضافة إلي ما ترتكبه إسرائيل من مذابح جماعية وصل الأمر أخيرا الي اكتشاف أكثر من مقبرة جماعية تحوي ما بين ٤٠٠ الي ٧٠٠ قتيل في المقبرة الواحدة.
هذا بالإضافة أيضا الي محاولة إسرائيل التهجير القسري لابناء غزة الي خارجها بالقوة وحرمانهم من الماء والدواء والطعام وتدمير البنية التحتية للقطاع بهدف إحداث مجاعه للسكان .
أليس هذا ما يتعارض صراحة مع حقوق الإنسان ( حق الإنسان في السكن و الحياة والشراب والغذاء والعيش علي أرضه وتقرير المصير ) كذا ما نشاهده الأن من قيام الشرطة في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا من معارضاتها وفضها للتظاهر ضد الاعتداء الإسرائيلي على غزة واعتبارها أن هذه المظاهرات جريمة تمس بما يسمي بقوانين معاداة السامية .
وأيضا ما تقوم به هذه الدول من الاعتراض علي حق الطلاب في الجامعات من الإعلان علي مناصرة الشعب الفلسطيني وطلب وقف الاعتداء على غزة وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة علي الارض المحتلة .
بل وصل الأمر الي الاستعانه بأشخاص من خارج الجامعات الي الدخول للحرم الجامعي في الولايات المتحدة الأمريكية والاعتداء على المعتصمين بالعصي والحجارة لفض الاعتصام تحت سمع وبصر رجال الشرطة والذين لم يتدخلو في هذا الاعتداء لتمكين المعتدين من فض الاعتصام ( وذلك علي غرار ما تم من قبل جماعه الاخوان المسلمين إبان فض اعتصام الثوار بالاتحادية في مصر – فالاثنين وجهان لعملة واحدة!)
أليس كل هذه الأفعال تتعارض مع حقوق الإنسان في هذه الدول أو أن ذلك كما تدعي هذه الدول هو من قبيل الحفاظ علي الأمن العام وعدم الأضرار بالاقتصاد الوطني ؟
أن هذه الدول تكيل بمبدأ حقوق الإنسان بمكيالين الأول :في صالح تحقيق مصالحها ، والثاني :لإجبار دول أخري إلي أن تسير في ركابها وتحقيق مصالحها أيضا .
حقوق الانسان لا تتجزأ سواء في اوروبا و امريكا أو دول أخري وفقا لمبادئ القانون الدولي العام والقانون الإنساني.
فلقد كشفت قضية اعتداء إسرائيل على قطاع غزة الوجه الحقيقي لدول أوروبا وامريكا ووقوفها مع هذا الاعتداء ضد الشعب الفلسطيني ليس أدل علي ذلك من قيام امريكا باستخدام الڤيتو في مجلس الأمن ضد وقف الاعتداء .
بل أقوله أن هذه مؤامرة أوروبية أمريكية ضد الشعب الفلسطيني والدول العربية في المنطقة لإخضاع هذه الدول للسير في تحقيق مصالح أمريكا والغرب سياسيا واقتصاديا.
وإن النصر لفلسطين والعرب لموعده قريب ان شاء الله.