الصاغة المصرية تتحول إلى صالة قمار .
في البداية نود أن نتعرف على طرق تجارة الذهب في مصر .
تنقسم تجارة الذهب في مصر إلى أقسام .
قسم للتصنيع من ورش و مصانع وخلافة لتصنيع المشغولات الذهبية .
وقسم اخر تجارة الجملة ( هم من يقوموا ببيع المشغولات المصنعة للمحلات وان شئت فقل الوسيط بين المصانع والمحلات القطاعي ) .
وقسم للبيع القطاعي والتعامل مع الجمهور .
وقسم لتجارة الكسر ، من سبايك او ذهب قديم وهم ما يطلق عليهم ( المسوقجيه ) وهؤلاء هم محور حديثنا .
منذ نشأت تجارة الذهب على أرض مصر تلك المهنة العريقة المحترمة ، يتعامل تجار الجمله والقطاعي مع المسوقجية لشراء الكسر أو بيعه .
ويكون ذلك وفقا لأسعار محددة من قبل المسوقجية وفقا لضوابط ومعايير معينة ( سعر الاوقية وسعر الدولار ) .
ويكون فيها استلام وتسليم حقيقي بمعني ان يعطي التاجر للمسوقجي النقود ويتم تسليم ما يساويها من ذهب خام او كسر او سبائك والعكس صحيح .
تلك هي معاملات الذهب .
ولكن ظهر سوق آخر عند المسوقجية أطلقوا عليه ( أسعار الهواء او المواعيد ) ، ومن هنا تم تحول بعض معاملات الذهب الي صالة قمار بدون أي ضوابط أو معايير والسعر فيها يزيد عن السعر الحقيقي بفرق ما بين 25/30جنيه للجرام او بفرق من 25الف/30الف للكيلو
كيف تتم هذه اللعبه او المغامرة؟
وما قواعدها؟
والاجابة بكل بساطة .
يتم ذلك من خلال الاتصال بأحد المسوقجية للبيع او الشراء أي كمية من الذهب بشرط ان تدفع اولا مبلغ تأمين لا يقل عن 10الاف جنيه لكل كيلو جرام
فعلي سبيل المثال لو افترضنا ان سعر الذهب فى هذه الصالة 650ج وحضرتك تري ان هذا السعر فرصه للبيع فتتصل بالمسوقجي طبعا بعد دفع التأمين لتبيع كيلو ذهب ب650الف جنيه فيقول لك مبروك وترد انت ايضا مبروك هكذا تمت الصفقه ،
ومده الصفقة إسبوع و يحق لك أن تغلقها باي وقت طول هذا الاسبوع مع العلم انك لم تستلم هذا الذهب وإنما فقط هتأخذ فرق المكسب إذا زاد السعر او ستدفع فرق الخساره إذا هبط السعر بشكل أوضح قد يرتفع السعر بعد ان تتم بيعه ويصل ل670ج فهنا يمكن ان تغلق مع المسوقجي الصفقه وتدفع فرق الخسارة 20الف جنيه والعكس .
وبالطبع هذا نوع يسمى قمار ولا احد ينكر ذلك ، إذ ليس فيه بيع أو شراء حقيقي والاشخاص يعقدون الصفقات دون ان يكون لديهم المبالغ الحقيقية التي يشترون بها ولا الأوزان الفعلية التي يقومون ببيعها ويسمونها أسعار الهوا او المواعيد..
ومن تلك المعاملات هناك أشخاص خسرو كل ما يملكون من ذهب في محلاتهم ومنهم من أغلق نشاطه ومنهم من افلس وتداين فوق ، و منهم من باع أرضه أو شقته أو سيارته ليسدد خسائره .
وهنا نتسائل أين الدولة من تلك المعاملات التي تحصد يوميا خرابا للبيوت .
و نناشد الأجهزة المعنية بالتدخل فورا لوقف هذه المهزلة التي تحولت فيها تجارة الذهب إلى صالة قمار ، فلا ترضي الدولة أبدا بأن تتحول تجاره الذهب الي صالة قمار .
………………………
انتظرونا في المقال القادم مع سرد قصص وحكايات ممن خرب بيته وفقد ماله بل من فقد عقله وذلك في شتى محافظات مصر .