أحمد إبراهيم الأزهري ( المقتنيات والآثار النبوية الشريفة في مسجد سيدنا الحسين)
المقتنيات والآثار النبوية الشريفة في مسجد سيدنا الحسين رضي الله عنه بالقاهرة .
المقتنيات و الآثار النبوية الشريفة في مسجد سيدنا الحسين _ رضي الله عنه _ بالقاهرة .
أحمد إبراهيم أحمد الأزهري .
كانت تلك المقتنيات عند بني إبراهيم بينبع ، وأنهم توارثوها عن الأباء والأجداد وصولاً للنبي صلى الله عليه وسلم .
وفي القرن السابع الهجري اشترى هذه المقتنيات من بني إبراهيم وزير مصري اسمه ( الصاحب تاج الدين ) من بني حِنَّا ؛ ونقلها إلى مصر وبنى لها رباطاً لحفظها يعرف الآن بمسجد ( أثر النبي ) .
وقد ذكر ابن كثير في كتابه ( البداية والنهاية ) : ( بلغني أن بالديار المصرية مزاراً فيه أشياء كثيرة من آثار النبي _ صلى الله عليه وسلم _ اعتنى بجمعها بعض الوزراء المتأخرين؛ فمن ذلك مكحلة وميل ومشط وغير ذلك والله أعلم ) .
وفي أواخر العصر المملوكي قام السلطان قانصوه الغوري ، ببناء قبة كبيرة فى سوق الشرابشيين المعروف الآن( الغورية ) وذلك لحفظ المقتنيات النبوية بها ؛ وظلت محفوظة فيها مدة ثلاثة قرون إلى سنة ١٢٧٥هجري ؛ وقد ذكر عدد من مؤرخي مصر تلك المقتنيات فى تلك الفترة ؛ فذكرهاابن إياس ؛ وذكرها الجبرتي وغيرهم .
ثم نقلت المقتنيات النبوية إلى المسجد الزينبي ؛ ثم نقلت بموكب حافل حضره الناس إلى خزينة الأمتعة بالقلعة .
ثم نقلت سنة ١٣٠٤ هجري إلى ديوان عموم الأوقاف ؛
ثم نقلت فى سنة ١٣٠٥ إلى قصر عابدين .
و أمر الخديوي توفيق باشا بأن تنقل تلك المقتنيات إلى مسجد سيدنا الإمام الحسين _ رضي الله عنه _ واحتفلوا بنقلها احتفالا كبيرا لم تشهد مصر مثله وذلك يوم الخامس والعشرين من جمادي الثاني سنة ١٣٠٥ .
مشى فى هذا الاحتفال ثلاثون الف نسمة على أقدامهم ، واحتشد لرؤيته على جانبي الطريق نحو مائتي ألف نسمة .
ودعا الخديوي في ذلك اليوم العلماء والأعيان إلى القصر للمسير في الموكب.
وأمر الخديوي ان يسير فيه جميع مستخدمي الدواوين.
وحضر شيخ الجامع الأزهر الشيخ محمد الانبابي ؛ والشيخ محمد البنا مفتي الديار ؛ والشيخ محمد المهدي العباسي ؛ ونقيب الأشراف الشيخ عبد الباقي البكري؛ و عبد الخالق السادات؛ والأمير حسين كامل ؛ و الغازي أحمد مختار باشا المندوب السلطان العثماني .
وأمر الخديوي توفيق بأن تحفظ فى شقق من الديباج الأخضر مطرز بخيوط من الفضة المذهبة ؛ وقيل ان زوجته الأميرة أمينة بنت الأمير الهامي هى التي تولت تطريزها بيدها تعظيماً واجلالاً لتلك الآثار .
وعندما تولى عباس حلمي سنة ١٣٠٩ ، رأى أن يبنى للآثار والمقتنيات النبوية حجرة خاصة ، وتم إنشاء الحجرة سنة ١٣١١هجري وراء الحائط الشرقي للمسجد ، وبه بابان أحدها من جهة المسجد والآخر من جهة القبلة .
وهي الحجرة المعروفة الآن.
والآثار الموجودة عبارة عن
— قطعة من قميصه صلى الله عليه وسلم ، ومحفوظ في صندوق ؛ وقيل أنه من قميص سيدنا علي رضي الله عنه .
— مكحلة وميل محفوظتان فى صندوق من الفضة .
— قطعة من عصا النبي صلى الله عليه وسلم .
— شعرتان من رأسه صلى الله عليه وسلم محفوظتان فى صندوق صغير من الفضة .
— سيف النبي _ صلى الله عليه وسلم _ الذي اهداه اليه سعد بن عبادة رضي الله عنه .
وتم فحص هذا السيف في معامل هيئة الآثار المصرية ؛ و أنه مصنوع من الصلب الهندي ؛ وبه كتابة عبارة عن ( محمد رسول الله من سعد بن عبادة )
— والمصحف المنسوب لسيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه ؛ والذي كان عند السلطان قانصوه الغوري ؛ وقد اخذته وزارة الأوقاف منذ سنوات لترميمة
ولا أدري أين هو الآن؟
في وزارة الأوقاف أم في مسجد سيدنا الحسين .
هذا والله أعلم.