آداب الصحبة. في الاسلام

آداب الصحبة
الصحبة رابطة تنشأ بين اثنين اواكثر.وقد اهتم الإسلام بأمر الصحبة ،وأولاها عناية بالغة؛ فأمر بمصاحبة الصالحين،وحذر من مصاحبة أهل السوء والمعصية؛ فقال تعالى:”ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا. يا ويلتى ليتني لم اتخذ فلانا خليلا .لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا”.
وقد شبه النبي (صلى الله عليه وسلم )الصاحب الصالح ببائع الطيب الذي ينفع من حوله ؛ إما بعطره،وإما برائحته الطيبة ،وفي المقابل وصف الصاحب السىء بالحداد؛ فإنه إن لم يحرق من حوله، اصابتهم رائحة دخانه؛ يقول (صلى الله عليه وسلم )”إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير ؛ فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه،وإما أن تجد منه ريحا طيبة،ونافع الكير إما أن يحرق ثيابك،وإما أن تجد منه ريحا خبيثة”.كما بين النبي (صلى الله عليه وسلم )أن الصاحب يتأثر بصاحبه في أخلاقه وسلوك ومعاملاته؛فهو يفكر معه ،ويشاوره،ويأتمنه على السر،ويطلب منه الرأى ،ويشكو إليه حاله،ويسترشد به عند الشدائد؛يقول(صلى الله عليه وسلم ):”الرجل على دين خليله؛فلينظر أحدكم من يخالل”.وفي رواية المرء
ولكي تستمر الصحبة والمودة ف الدنيا والآخرة ؛ يجب مراعاة بعض الآداب،ومنها:
_ أن تكون الصحبة خالصة لوجه الله ؛ لقوله (صلى الله عليه وسلم ) لا يجد أحد حلاوة الإيمان حتى يحب المرء لا يحبه إلا لله).
_ مراعاة حقوق الصحبة التي بينها النبي (صلى الله عليه وسلم ) في قوله “حق المسلم على المسلم ست… إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه”.
_وتفريج كربة الصديق والابتعاد عن إلحاق الأذى به،وعدم هجرانه أكثر من ثلاثة أيام.
_نصرة الصديق إذا وقع عليه الظلم؛ لقوله(صلى الله عليه وسلم ):”انصر أخاك ظالما أو مظلوما.قالوا:يا رسول الله هذا ننصره مظلوما ، فكيف ننصره ظالما؟ قال : تأخذ فوق يده”.
_إيثار الصديق على النفس، والدعاء له بظهر الغيب؛لقوله ( صلى الله عليه وسلم )”من دعا لاخيه بظهر الغيب،قال الملك الموكل به:آمين، ولك بمثل”،ولقوله (صلى الله عليه وسلم )لعمر، رضي الله عنه:”يا أخي لا تنسنا من دعائك “.
_أمر الصديق بالمعروف ونهيه عن المنكر ؛ لقوله(صلى الله عليه وسلم ):” إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل أنه كان الرجل يلقى أخاه فيقول:يا هذا اتق الله،ودع تصنع،فإنه لا يحل لك، ثم يلقاه من الغد وهو على حاله،فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده؛فلما فعلواذلك؛ ضرب الله
قلوب بعضهم ببعض..”
_الإحسان إلى الصديق؛لقوله (صلى الله عليه وسلم ):”جبلت القلوب على حب من أحسن إليها،وبغض من أساء إليها “.والإحسان يكون بستر عورته،ومغفرة زلته، ومراعاة حقوقه،والنأي عن الأذى والعدوان، والصدق معه،وعدم خيانته،والوفاء بعهده.
بقلم د.اسماء شاهين